درس في قوة المجتمع وتماسكه وعدم انجرا رها وراء الشائعات عملاً بقاعدة الظن الحسن بالاخ المسلم واليقين لا يزول بالشك قال القرطبي عند قوله تعالى : (لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ ) معنى بأنفسهم أي بإخوانهم فقد أقام الأخ مقام النفس كما يلاحظ .
قال : ( ولأجل هذا قال العلماء إن الآية أصل في أن درجة الإيمان التي حازها الإنسان ومنزلة الصلاح التي حلها المؤمن ولبسة العفاف التي يستتر بها المسلم لا يزيلها عنه خبر محتمل وإن شاع إذا كان أصله فاسدا أو مجهولا ) ( ) ولن نجد تعبيراً أجمل من ألفاظ الآية فيما يتعلق بالإشاعة في : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ ) أرجو أن يتأمل القارئ هذه الألفاظ حرف التوكيد ( إن ) اسم الموصول ( الذين) الفعل المضارع الذي يفيد الاستمرارية (يحبون ) ولفظ يحب في دلالته السياق القرآني ا !! لفظ تشيع لدلالة الانتشار والسرعة والفاحشة ، قال بن فارس : الفاء والحاء والشين كلمة تدل على قبح الشيء وشناعته(2) . إذن فالمجتمع المسلم ليس ذاك المجتمع الذي يتحرك وتتشكل مواقفه وقناعاته من خلال الدعاية والإشاعة والترويج ، وخلق الإرجاف شأن المجتمعات غير الأخلاقية ، وإنما المواقف تنطلق من ثوابت وأصول لا تزول بالشك .
1. أثر القول والكلمة في المجتمع وضرورة التثبت عند إلقاء الكلام وربما كلمة واحدة تودي بصاحبها إلى النار ورب كلمة واحدة دون عمل تنقذ صاحبها من النار وتدخله الجنة .
2. إمكانية أن يقع بعض الخيار في الخطأ ولكن سرعان ما يرجعون منه لأن الأصول سليمة والقلوب نقية ولكن الإنسان ربما تعتريه لحظات وهن وضعف في مواقف معينة .
3. إن التزكية جهد يجب أن يبذله الإنسان ويسعى لها دوماً ، ولكن في المقام الأخير هي من فضل الله يزكي من يشاء .
كانت هذه بعض الوقفات التربوية مستفادة من حادثة الإفك وما ترك وما يمكن أن يستفاد أكثر مما ذكر .
قال الراغب: ( العفو إزالة الذنب بترك عقوبته والغفران ستر الذنب وإظهار الإحسان بدله فكأنه جمع بين تغطية ذنبه وكشف الإحسان الذي غطى به) (3).
النموذج الثالث غزوة تبوك
هذه الغزوة هي آخر الوقفات التربوية في اختيارات التربية الجماعية في الموضوع الذي بين يدينا .
تعتبر غزوة تبوك الغزوة الثانية خارج الجزيرة العربية ومع عدو آخر للدعوة إذ كانت قبلها مؤتة على التخوم ذاتها والعدو نفسه وهو( الروم) وما أدراك ما الروم ؟! إذ ما تزال المعركة معهم مفتوحة في كل مكان على خلاف بين الأمس واليوم في أوضاع المسلمين وحالتهم .
جاءت أحداث هذه الغزوة في سورة التوبة أو براءة ضمن سياق كلي يحمل مبادئ التعامل النهائية والكلية ، فيعتبر ما جاء فيها آخر ما وصل إليه التشريع واستقر تمرحلاً وترقيا في درجات التشريع في المجتمع المسلم إذ كانت في رجب عام 9 هـ.
واحتلت أحداث غزوة تبوك الحيز الأكبر في سياق هذه السورة مبينة أدوار الطابور الخامس في المجتمع ، وكيفية التعامل معهم ، وما أشكالهم وتقسيماتهم ؟!.
بالطبع فإن السياق المقامي للحديث هنا لا يتسع لذكر كل الوقائع والفوائد التربوية الواردة هنا ولكن سأكتفي ببعض الدروس المتعلقة بأحداث هذه الغزوة في نقاط رئيسة .
إن المتأمل في هذه السور يجد دينامكية الحركة في الجماعة المسلمة وحيويتها ومدى التبعات التي ألقيت عليها في حمل الرسالة والانطلاق بها وفق الرؤية القرآنية ، وهو شأن كل القرآن .
قسمت المجتمع إلى أربعة أقسام هي :
1- السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان .
2- المنافقون الذين مردوا على النفاق من أهل المدينة ومن الأعراب .
3- الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً .
4- الذين أرجأ الحكم فيهم حتى يقضي الله فيهم بقضائه (الثلاثة الذين خلفوا ) (4)
والمتأمل لهذه الفئات الأربعة فإنها تصنف الدائرة الإسلامية المجتمعية بالمفهوم الكبير وهناك الدائرة الكبرى المقابلة الذين وردت أسماؤهم في السورة وهم مشركو الجزيرة العربية ، وكذلك أهل الكتاب من الروم ، وهذه الغزوة متوجهة تلقاءهم .
يلاحظ بأن هذه المجموعات بينها العديد من التفاعلات المجتمعية والمصالح المتداخلة سواء كانت اجتماعية واقتصادية أو سياسية ، ومع كل ذلك جاء التشريع والتصنيف الرباني قاطعاً وحاسماً في هذه السورة ، والشيء الذي يمكن أن نجده مشتركاً في كل الدوائر الحركة وعدم السكون والدعة فماذا يعني هذا ؟! يقول صاحب الظلال : ( وإن بلادة الراحة لتغلق المنافذ والمشاعر وتطبع على القلوب والعقول . والحركة دليل الحياة ومحرك في الوقت ذاته للحياة . مواجهة الخطر تستثير كوامن النفس وطاقات العقل وتشد العضل وتكشف عن الاستعدادات المخبوءة التي تنتفض عند الحاجة ، وتدرب الطاقات البشرية على العمل وتشحذها للتلبية والاستجابة وكل أولئك ألوان من العلم والمعرفة والتفتح يحرمها طلاب الراحة البليدة والسلامة الذليلة) (5)
ولماّ كان الحديث طويلاً إذا أردنا التحدث عن كل وقائع تبوك فإنني اقتصر الحديث عن الثلاثة الذين خلفوا ليكون نموذجاً تربوياً يمثل الجماعة الإسلامية الأولى في بعده الأعلى . فمن هم الثلاثة ؟ وماذا تعني خلفوا ؟!
الثلاثة هم :
1- مرارة بن الربيع ، 2-كعب بن مالك ، 3-هلال بن أمية.ومعنى خلفوا أي أرجأ الله الحكم فيهم ولم ينزل بشأنهم الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد( 50) يوماً من المقاطعة والحصار الاجتماعي من مجتمع الجماعة المسلمة وفق توجيهات النبي القائد للأصحاب .
جاءت القصة بتمامها وكمالها في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما من كتب السنة ولذلك لا أورد نص الحديث ويمكن الرجوع إليه في مظانه (6)
الدروس التربوية الجماعية
ولنبدأ الحديث من قوله تعالى : (لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ )(7) هو المجتمع ذاته الذي قال عنهم عقب أحداث غزوة أحد بعد تلك الاستجابة العجيبة : (الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) فكانت النتيجة = : (فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ) (
وهو المجتمع نفسه الذي قال الله عنهم في الفتح (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ) (9)
إنه مجتمع التربية النبوية التي تقوم على الوحي وليس نظريات الإنسان ، إنه مجتمع الفضيلة والقيم والاستقامة إنهم بناة الإسلام وحماته الذين ارتقوا فوق الجراحات والانجذابات الأرضية إنه مجتمع القرآن الذي تسامى فوق كل الروابط والعلائق إلا ما كانت في الله ولله ،حتى لو اعترته لحظات ضعف فإنها عوارض سريعاً ما تنجلي ، وهو إذ يكون في هذه الحالة فإنه لا يتجاوز منهج القصد والاستقامة والنظر إلى علياء المثل إنه المجتمع الذي غدا قرآنا يتحرك، يتربى على القرآن ويتغذي عليه ، يقف عند حدوده وهداياته لا يقدم بين يديه شيء مهما كان عزيزاً إلى النفس ، ومهما كانت الدواعي والأسباب والمبررات إنه المجتمع الذي توجه إلى الله بكلياته دون حسابات أرضية أو ذاتية !!
سيكون الحديث كله لكعب بن مالك فهو الذي روى القصة في كتب السنة .
1/ إن كعباً من الأنصار الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة التي تواثقوا فيها معه على حرب كل من يقف في طريق الدعوة وهم الذين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ( لو خضت بنا ثبج هذا البحر لخضناه معك) وبالتالي فإن كعب بن مالك استدعى ذلك العهد عند التخلف عن الخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم وهذا يدل على قيمة العهود والمواثيق عند الصحابة رضوان الله عليهم مهما طال العهد بها .
2/ صدقه عند الإجابة بعد سؤال النبي له عن أسباب التخلف عن الغزوة إذ قال له : ( ما خلفك ؟ ألم تكن قد اشتريت ظهرك ؟ فقال كعب : ( فقلت بلى إني والله يا رسول الله صلى الله عليه وسلم - لوجلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أن سأخرج من سخطه بعذر ولقد أعطيت جدلاً ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي . ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه ، وإني لأرجو فيه عفو الله لا والله ما كان لي من عذر ، والله ماكنت قط أقوى ولا أيسر حين تخلفت عنك ) (10)
فتأمل هذه الجلسة التربوية الأخلاقية وهذا الموقف الصادق الذي يعبر عن منتهى الصدقية والشفافية أليس هذا ما يدعونه الآن بالنقد الذاتي وأي نقد للذات أكثر من هذا ؟!
3/ المقاطعة الاجتماعية الشاملة من الجماعة المسلمة للثلاثة لمدة (50) يوما كاملات فكيف كان الحال وكيف كانت المواقف ؟
أما الحال فقد عبرت عنه الآية أبلغ تعبير وأصدقه إذ قالت : (حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ )
أما التصرفات : المجتمع المسلم في المدينة
- الاستجابة الفورية لتنفيذ التعليمات دون أن يجدوا في صدورهم حاجة أو حرجاً ولم يتحرك أحد يطلب التوسط أو الشفاعة أو الدفاع أو النصرة تحت أي ذريعة كانت و هذا الموقف هو في نهايات العلائق التي تضبط مسار الجماعة المسلمة وليس في بداية التشريع ولذلك دلالاته في تطور حركة الجماعة المسلمة وطبيعة صيرورة العلاقات المجتمعية وبلغت المقاطعة حتى عدم رد السلام جهرة وعدم التعامل كلياً وكانت تلك عقوبة تربوية رادعة وتكفيراً عن خطأ التخلف عن الخروج مع الرسول ولكن متى توقع هذه العقوبة ؟ وكيف يمكن أن تجدي وتؤتي ثمارها في المجتمع المسلم ؟! هذا ما يحتاج إلى اجتهاد ومقاربات من العاملين للإسلام .
- أما ( الثلاثة ) : و بعد أربعين يوماً أمروا باعتزال نسائهم ليكون ذلك أدعى للتضرع إلى الله كما قال ابن القيم (في الزاد) والنساء استجبن فوراً إلا ما كان من إحداهن بعد تقديم المبررات وأن البقاء والذهاب من منزل الزوج سيان عندها .
- تعرض كعب في هذه المرحلة الحرجة والدقيقة لمحاولة استغلال الظرف النفسي الذي كان يعيشه فجاءه خطاب الدعوة للالتحاق بملك غسان النصراني ولكن كيف كان الرد حاسماً وفوريا لا تردد فيه ، حتى لا يتسرب الشيطان إلى النفس إذا احتفظ بالخطاب واعتبر كعب إن هذا أيضا ضرب من البلاء والامتحان لحقيقة إيمانه ولم يبحث عن معاذير أو يستخدم هذا الموقف وسيلة للضغط على النبي القائد أو المجتمع المسلم وإنما تجاوز القنطرة بصورة فردية وفورية .
- موقف كعب حيث نزل الوحي ونذره ، وما قام به من الصدق إمعاناً في مزيد الشكر لله ولذلك قال الرب ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)
فالصدق هو الذي وفق لكل هذا إذ الصدق يهدي إلى البر كما جاء في الحديث النبوي المعروف .
4/ نخلص من هذه الحادثة إلى ما قيل من قبل : وهو أن هذا المجتمع قد تطهر من كل حظوظ النفس ورغائب الشيطان وبلغ مرحلة الكمال البشري الذي يريده الله من المسلم ليكون بحق وحقيقة خليفة لله في أرضه يعمرها بالعبادة والعمل الصالح متوجهاً كلياً إلى الله والدار الآخرة متجاوزا بسلوكه كل شوائب ونقائص الدنيا لكنه يعيش فيها مصلحاً ومربياً غير مرتكس إلى الحضيض إذا أنحرف الناس أو أرتكسوا ) بل يجسد المفهوم والنموذج الإسلامي ولو على صعيد الذات ليكون بذلك دليل صدق وشامة بين الناس ، و إن إمكانية تمثل المثل والقيم في الشخوص مهما طال عهد الرسالة وتغيرت الظروف وادلهمت الخطوب ممكن جداً إذ الرب هو الرب والمنهج هو المنهج والإنسان هو الإنسان والطغاة هم الطغاة وإن تشكلوا وتلونوا .وأخيراً نخلص إلى :
1-إن للجماعة المسلمة سماتها الخاصة بها ومرجعيتها ومنطلقاتها التي تتحاكم إليها في قضاياها العقدية والتشريعية والسلوكية وبالتالي فلا ينبغي أن نستورد الحلول أو نبحث عنها خارج المنظومة القيمية التي تضبط حركة الجماعة المسلمة .
2-إن المنهج التربوي الإسلام هو منهج يقوم على التوازن بين مطالب الروح والجسد كما يقوم على الشفافية والدقة ، وأنه لا يتحمل الخلط أو التلفيق أو التقميش في بعده التشريعي وإن ضعفت النفوس في التطبيق تكليفاً .
3- على العاملين للإسلام ضرورة الرجوع إلى سير سلف الأمة واستلهام الدروس والعبر والاقتداء والانطلاق من محراب القرآن دون الوقوف عند عتبة التاريخ اجترار الماضي والتحسر عليه دون عمل كثيف وبصورة جادة وقوية لتحقيق أهداف على الأرض .
4- إن المنهج الإسلامي منهج فريد يجمع بين المثالية في أبهى صورها والواقعية المستقيمة على الفطرة في أرفع درجاتها ، فهو ليس منهجاً انعزاليا أو منهجا فردانياً لإصلاح الذات أو منهجا قابلا للذوبان في غيره وإنما هو منهج يحمل رؤى لإصلاح الحياة المجتمعية كلها وهو منهج جماعية في معظم شعائره وكذلك فإن عطاءاته وفوائده تحمل الجماعية أكثر من الفردية.
وأخيراً :
أملت أن اكون قد وفقت لاستثارة الدافعية لدى القارئ لمزيد من التأمل في القرآن الكريم من الزاوية التربوية القرآنية في بعدها الجماعي خاصة ، والله أسأل أن يجعلني ممن يكون قارئاً للقرآن ومتذوقاً ومتدبراً لمعانيه و قبله عاملاً بتوجيهاته وأحكامه وان نحشر مع أهل القرآن أهل الله وخاصته قال صلى الله عليه وسلم : ( ألا أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب )رواه الشيخان
فاللهم أصلح القلوب وثبتها على الحق حتى نلقاك
10/ محرم 1428هـ- 30 / يناير 2007م
الهوامش
ـــــــــــ
1 - القرطبي ، الجامع لأحكام القرآن ، طبعة المكتبة التوفيقية ، ج 11 ، 12 ، ص 167.
2- ابن فارس ، معجم مقاييس اللغة ، جـ 2 ، ص 343 ،.
3- تأملات في سورة آل عمران ، ص 401 ،
4- في ظلال القرآن ، ط ( 13) ، مجلد (3) ، ص 1702
5- في ظلال القرآن ، ط (12) ، مجلد (3) ، ص 1695
6- مختصر صحيح الإمام البخاري ، دار السلام للنشر والتوزيع ، كتاب المغازي ، باب غزوة تبوك وهي غزوة ذات العسرة حديث رقم 1697 / ص 794 ، وللمزيد ، زاد المعاد ، ج 3 ، ص ،ص 477-520 ( فقد ذكر العديد من الفوائد )الفقهية مستفادة من الغزوة .
7- التوبة 117-119
8- آل عمران 172-174
9- الفتح 18
10- مختصر صحيح البخاري ، ص 799